المقدس منه حديثاً كثيراً، فسأله عن الإيمان فأمسك عن الجواب، ثلاث مرات، فقال: هذا أمرٌ عظيمٌ يسألك إنسانٌ عن مسألة ثلاث مرات، فتشاغل عنه ما تقول في الإيمان؟ فأجابه وقال: الإيمان قولٌ؛ فلما سمعوا ذلك منه حرقوا الكتب التي كتبوا عنه، ونفاه والي الرملة إلى زغر، ومات بها.
وقيل: إنه توفي ببيت المقدس، ودفن في مقابر الأنبياء صلوات الله عليهم، وتوفي وأصحابه ببيت المقدس نحو عشرين ألفاً؛ وكان لأصحاب ابن كرام رباطٌ ببيت المقدس، وكان بذلك الرباط جماعةٌ من أصحابه مظهرين النسك، وكان ببيت المقدس رجلٌ يقال له: هجام، يحبهم ويحسن ظنه بهم، فنهاه الفقيه أبو الفتح نصر بن أبي وهم عن إحسانه الظن بهم؛ فقال: إنما لي منهم ما ظهر لي؛ فلما كان بعد ذلك رأى هجام في المنام كأنه اجتاز برباطهم ورأى كأن حائطه كله نبات النرجس فاستحسنه فمد يده ليتناول منه شيئاً فوجد أصوله في العذرة، فقص رؤياه على الفقيه نصر؛ فقال: هذا تصديق ما قلت لك: إن ظاهرهم حسنٌ وباطنهم خبيثٌ.
[محمد بن كعب بن حيان بن سليم]
ابن أسد أبو حمزة؛ وقيل: أبو عبد الله القرظي ولد على عهد سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أهل المدينة؛ قدم على عمر بن عبد العزيز في خلافته.
قال محمد بن كعب: سمعت زيد بن أرقم قال: لما قال عبد الله بن أبي ما قال: لا تنفقوا على من عند رسول الله؛ وقال: لئن رجعنا إلى المدينة؛ قال: فسمعته فأتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكرت ذلك