قال أبو الحسن بن أبي رجاء: سألت أبا عبد الله البصري الذي كان ينزل مسجد مقرى. قال: قلت: مسألة؟ قال: سل. قلت: متى يخرج حب الدنيا من قلب العبد؟ قال: إذا ترك خدمة أهلها.
[أبو عبد الله الفيحي أو الفتحي]
قال: سمعت أحمد بن عاصم الأنطاكي يقول: تكلمت بشيء من الحكمة بين يدي هذا العمود الحجر، فقطر هذا العمود دماءً وقال: خرجنا أيام البصري إلى دير مران، ومعنا جماعة، منهم رجل في كمه محبرة، فتكلم رجل منا بشيء من الحكمة فصاحت المحبرة في كم الرجل صياحاً عالياً، وانفلقت.
[أبو عبد الله البرزي]
كان من برزة، من الغوطة، وكان يصوم الاثنين والخميس، وكان أعور، وبلغ سنه ثمانين سنة أو جاوزها. قال أبو سليمان بن زبر: يا أبا عبد الله، أي شيء كان سبب ذهاب عينك؟ فقال: أمر عجيب معجز. فقلت: حدثني به، فامتنع شهوراً، وأنا أسأله، إلى أن حدثني قال: جاءني إلى برزة، إلى بيتي رجلان من الحواة فدفعا إلي ثمن غرارة قمح، فاشتريت لهما، وطحنت، وقالا لي: اعجن لنا كل يوم ربع دقيق، وأنفق علينا كل يوم خمسة دراهم في لحم وشيءٍ حلو، ودفعا إلي خمسين