ابن محمد بن عطاء أبو عبد الله الروذباري الصوفي سكن صور وحدث عن جماعة، وحدث عنه جماعة.
حدث إملاء بصور بسنده عن عبد الله بن عمر قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن بيع الولاء وعن هبته.
قال أحمد بن عطاء: من خرج إلى العلم يريد العلم لم ينفعه العلم، ومن خرج إلى العلم يريد العمل بالعلم نفعه قليل العلم.
وقال الخطيب: سمعت أبا عبد الله الروذباري يقول: العلم موقوف على العمل به، والعمل موقوف على الإخلاص، والإخلاص لله يورث الفهم عن الله عز وجل.
قال أحمد بن عطاء: كان في استقصاء في أمر الطهارة، فضاق صدري ليلة من كثرة ما صببت من الماء ولم يسكن قلبي فقلت: يا رب عفوك، فسمعت هاتفاً يقول: العفو في العلم فزال عني ذلك.
دخل أبو عبد الله الروذباري دار بعض أصحابه، فوجده غائباً، وباب بيته مقفل، فقال: صوفي وله باب بيت مغلق، اكسروا القفل، فكسروا، فأمر بجميع ما وجدوا في الدار والبيت وأنفذه إلى السوق وباعوه وأصلحوا وقتاً من الثمن، وقعدوا في الدار، فدخل صاحب المنزل ولم يمكنه أن يقول شيئاً، فدخلت امرأته بعدهم الدار وعليها كساء، فدخلت بيتاً ورمت بالكساء وقالت: يا أصحابنا، هذا أيضاً من جملة المتاع فبيعوها. فقال الزوج لها: لم تكلفت هذا باختيارك؟ فقالت: اسكت، مثل الشيخ يباسطنا ويحكم علينا ويبقى لنا شيء ندخره عنه؟!