وحدث الوليد عن مسلم بسنده إلى مالك بن أحمر: أنه لما بلغه مقدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تبوك ومكانه بها وفد إليه مالك بن أحمر، وقدم عليه بها وأسلم، فقبل إسلامه وبيعته، وسأله أن يكتب له كتاباً يدعو قومه إلى الإسلام، فكتب له كتاباً في رقعة من أدم.
قال الوليد بن مسلم: فسألت سعيداً أن يقرئني كتابه، فذكر كبره وضعف بصره عن قراءته، وقال أبو أيوب بن محرز: فسله عنه فسيقرئك، قال: فلقيته، فأخرج إلي رقعة من أدم، عرضها أربع أصابع، وطولها شبر، قد كاد يتماح ما فيها، فقرأ علي أيوب: بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب من محمد بن عبد الله لمالك لن أحمر ولمن اتبعه من المسلمين أماناً لهم ما أقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، واتبعوا المسلمين، وخالفوا المشركين، وأدوا الخمس من المغنم، وسهم الغارمين، وسهم كذا وكذا - انماح ذكر السهم الثاني -، وهم آمنون بأمان الله وأمان محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وحدث عن مبشر بن إسماعيل بسنده إلى عبد الرحمن بن أبي عوف قال: لا تعادين رجلاً حتى تعرف الذي بينه وبين الله، فإن كان محسناً فيما بينه وبين الله لم يسلمه الله لعداوتك، وإن كان مسيئاً فيما بينه وبين الله كفاك عمله.
حدث سنة اثنتين وعشرين ومئتين.
[هارون بن محمد بن بكار بن بلال]
العاملي حدث عن منبه بن عثمان بسنده إلى الحسن بن عبد الرحمن بن سمرة قال له: يا حسن سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: لا تسأل الإمارة، فإنه من سألها وكل إليها، ومن ابتلي بها ولم يسألها أعين عليها.