وقال أيضاً: سمعت أبا سليمان يقول: إن في خلق الله خلقاً لو ذم لهم الجنان ما اشتاقوا إليها، فكيف يحبون الدنيا وهو قد زهدهم فيها؟! فحدثت به سليمان ابنه قال: لو دمّها لهم؟ قتل: كذا قال أبوك، قال: والله لقد شوقهم إليها فما اشتاقوا فكيف لو ذمها؟! قال أحمد بن أبي الحواري: قلت لأبي سليمان: إنما رجع إلى الكسب يعني سليمان وطلب الحلال والسنة فقال لي: ليس يفلح قلب يهتم بجمع القراريط.
قال أحمد بن أبي الحواري: اجتمعت أنا وأبو سليمان ومضاء في المسجد، فتذاكرنا الشهوات، من أصابها عوقب ومن تركها أثيب، وسليمان ساكت، فقال لنا: أكثرتم منذ العشية في ذكر الشهوات، أما أنا فأزعم أن من لم يكن في قلبه من الآخرة ما يشغله عن الشهوات لم يُعَن على تركها.
مات أبو سليمان سنة خمس ومئتين، وعاش ابنه سليمان بعده سنتين وأشهراً. وقيل: مات أبو سليمان سنة خمس وثلاثين ومئتين وعاش ابنه سليمان بعده سنتين وشهراً.
[سليمان بن عبد الرحمن]
ويقال ابن إنسان. ويقال ابن يسار بن عبد الرحمن أبو عمر، ويقال: أبو عمرو مولى بني أمية ويقال: مولى بني أسد ين خزيمة ويقال: مولى بني شيبان من أهل دمشق.
حدث عن عبيد بن فيروز قال: سألت البراء: ما كره رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو ما نهى عنه من الأضاحي؟ قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويدي أقصر من يده: " أربع لا تجزى: العوراء البيّن عورها، والعرجاء البيّن عرجها، والمريضة البيّن