المعروف بابن المهزول القرمطي، أخو صاحب الخال خرج بالشام مع أخيه أحمد بن عبد الله، المعروف بصاحب الخال. وكانا ينتميان إلى الطالبيين ويشكّ في نسبهما، وكانت الرئاسة في أول خروجهما لعلي، فقتل بالشام، فقام أخوه أحمد مقامه إلى أن أخذ وقتل بمدينة السلام على الدكة في سنة إحدى وتسعين ومئتين، ويروى لهما أشعار يشك في صحتها، فمنها لعلي: المتقارب
أنا ابن الفواطم من هاشم ... وخير سلالة ذا العالم
وطئت الشآم برغم الأنام ... كوطء الحمام بني آدم
ويروى له: الوافر
تقاربت النجوم وحان أمرٌ ... قرانٌ قد دنا منه النذير
فمريخ الذبائح مستهلٌّ ... قويّ ما لوقدته فتور
وعيّوق الحروب له احمرارٌ ... وسعد الذابحين له بدور
فبشّر رحبتي طوقٍ بيومٍ ... من الأيام ليس له نذير
ورافقه الضلالة ليس يغني ... إذا ما جئتها بابٌ وسور
وبغداد فليس بها اعتياص ... على امرئ وليس بها نكير
أصبحها فأتركها هشيماً ... وأحوي ما حوته بها القصور
وكان خروج علي المنافق في خلافة المكتفي بالله في سنة تسعين ومئتين، يزعم أنه من ولد محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي، فعاث بالشام عيثاً قبيحاً، وقتل قتلاً ذريعاً، وأفسد إفساداً عظيماً، وتسمى بالخلافة وأخرب مدناً وقرى من بلاد الشام، وقتل طفج أمير الشام، وحاصر مدينة دمشق، ولم يصل إلى دخولها، وسارت إليه جيوش من