يفتح يعني: القسطنطينية أو تؤدى الجزية، فشتا بدابق شتاء بعد شتاء، إذ ركب ذات عشية من يوم جمعة فمر بالتل الذي يقال له: تل سليمان اليوم، فالتفت فإذا بقبر ثري فقال: من صاحب هذا القبر؟ قالوا قبر ابن مسافع القرشي المكي، فقال: يا ويحه، لقد أمسى فترة بدار غربة. قال ابن جابر: ويمرض ويموت ويدفن إلى جانب قبر عبد الله بن مسافع الجمعة التي تليه أو الثانية.
[عبد الله بن مسعدة]
ويقال ابن مسعود بن حكمة بن مالك بن حذيفة بن بدر الفزاري
له رؤية من سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قيل: إنه كان من سبي فزارة وأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهبه لفاطمة ابنته فأعتقته وكان غلاماً ربته فاطمة وعلي، وكان بعد ذلك مع معاوية أشد الناس على علي. وذكر الواقدي أن عبد الله بن مسعدة قتل في حياة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولعل هذا أخ له سمي باسمه. وسكن دمشق وكان مع معاوية بصفين، وبعثه يزيد بن معاوية على جند دمشق يوم الحرة، وبقي إلى أن بايع مروان بن الحكم بالخلافة بالجابية.
حدث عبد الصمد بن العباس قال بكرت إلى الهيثم بن عدي يوماً، فجئته قبل أن يأتيه الناس، فسلمت عليه وجلست، فقال لي: يا هاشمي، ما أحسن طلبك العلم، لا جرم لأحدثنك حديثاً قل من سمعة مني، فقال: حدثني أبي عن عبد الله بن مسعود الفزاري قال: لما أوفدني معاوية بن أبي سفيان إلى ملك الروم دخلت عليه، فوجدت عنده رجلاً على سرير دون سرير الملك، فكلمني بالعربية فقلت له: من أنت؟ فقال: جبلة بن الأيهم، فإذا انصرفت من عنده فائت إلى منزلي. فلما انصرفت أتيته فدخلت عليه، فإذا هو على سرير وبين يديه شراب، وعنده جاريتان تغنيان بشعر حسان بن ثابت، فتحدثنا وتساءلنا وحملني رسالة إلى معاوية بن أبي سفيان، ورأيت بين يديه كتاباً ينظر فيه فظننت أنه الإنجيل أو التوراة، فقلت له: ما هذا الكتاب؟ فيه التوراة؟ قال: لا. قلت: الإنجيل؟