إذا خرجتم في حج أو عمرة فتمتعوا كيلا تتكلوا، وأكرموا الخبز فإن الله سخر له بركات السماء والأرض، ولا تسندوا القصعة بالخبز فإنه ما أهانه قوم إلا ابتلاهم الله بالجوع.
أبو حزية بالحاء المهملة والزاي.
[أحمد بن حمدون بن إسماعيل بن داود]
أبو عبد الله الكاتب شاعر في غاية الظرف والملاحة والأدب.
قدم دمشق في صحبة المتوكل وامتدحه البحتري.
وذكره أبو عبد الله محمد بن داود بن الجراح في كتاب الورقة في أسماء الشعراء، وأنشد له في أحمد بن محمد بن ثوابة. وكان ابن حمدون يلقبه لبابة، وكان ابن ثوابة قد دعا أبا القاسم عبيد الله بن سليمان بن وهب فترك لموسى بن بغا رغيفاً من بيت ابن ثوابة، فمات موسى من غد ذلك اليوم فقال شعراً.
قال أبو عبد الله بن حمدون: كنت مع المتوكل لما خرج إلى دمشق، فركب يوماً إلى رصافة هشام بن عبد الملك يدور في قصوره وقصور ولده، ثم خرج فدخل إلى دير هناك قديم من بناء الروم حسن البناء بين مزارع وأنهار، فدخل، فبينا هو يدور إذ بصر برقعةٍ قد ألصقت في صدره فأمر بأن تقلع وتنزل فقلعت فإذا فيها مكتوب: من الطويل
أيا منزلاً بالدير أصبح خالياً ... تلاعب فيه شمال ودبور
كأنك لم يسكنك بيضٌ أوانسٌ ... ولم يتبختر في فنائك حور
وأبناء أملاكٍ عباشم سادةٌ ... صغيرهم عند الأنام كبير
إذا لبسوا أدراعهم فعنابس ... وإن لبسوا تيجانهم فبدور
على أنهم يوم اللقاء ضراغمٌ ... وأنهم يوم النوال بحور
ولم يشهدوا الصهريج والخيل حوله ... لديه فساطيطٌ لهم وخدور