أوقية. فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" تطهر خير لها ". فلما سمعنا لين رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انطلقنا إلى أسامة بن زيد فكلمناه، فقلنا: اشفع لنا إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في شأن هذه المرأة، نفديها بأربعين أوقية؛ فلما رأى ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قام فينا خطيباً، فقال:" يا أيها الناس، ما إكثاركم على حد من حدود الله وقع على أمة من إماء الله، فواللذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد كانت لقطعتها ". فأيس الناس، فقطع يدها.
قال ابن البرقي: مسعود بن الأسود قتل يوم مؤتة في زمان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة ثمان، وأمه العجماء بنت عامر.
وقال أبو سعيد ابن يونس: شهد فتح مصر، وكان ممن بايع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحت الشجرة.
وذكر الزبير بن بكار أن الذي استشهد بمؤتة ابن عمه مسعود بن سويد، وتابعه محمد بن سعد كاتب الواقدي، فلا أدري أحد القولين وهم. والله تعالى أعلم.
[مسعود بن سعد الجدامي]
وفد على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان يسكن البلقاء.
عن عمرو بن أمية الضمري وغيره، قالوا:
أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما رجع من الجديبية في ذي الحجة سنة ست أرسل الرسل إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام. فذكر الحديث إلى أن قال: وكان فروة بن عمرو الجذامي عاملاً لقيصر على عمان من أرض البلقاء، فلم يكتب إليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسلم فروة، وكتب إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإسلامه وأهدى له، وبعث من عنده رسولاً من قومه يقال له: