أبو حازم الأعرج المدني الزاهد مولى الأسود بن سفيان المخزومي وقيل: مولى بني ليث. قدم دمشق.
حدث أبو حازم بن دينار عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله أتي بشراب، وعن يمنه غلام، وعن يساره الأشياخ، فقال للغلام: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء يا غلام؟ فقال: لا والله يا رسول الله لا أوثر بنصيبي منك أحداً قال: فتلّه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في يده.
قال أبو حازم: قدمت على عمر بن عبد العزيز وهو بخناصرة؟ فلما نظر إليّ عرفني ولم أعرفه، فقال لي: أدن مني يا أبا حازم، فلما دنوت منه عرفته، فقلت: أنت أمير المؤمنين؟ قال: نعم، قلت: ألم تكن بالمدينة بالأمس أميرً؟ قال: نعم، قلت: كان مركبك وطياً، وثوبك نقياً، ووجهك بهياً، وطعامك شهياً، وحرسك كثيراً، فما الذي غير ما بك وأنت أمير المؤمنين؟ فبكى، ثم قال: يا أبا حازم، كيف لو رأيتني بعد ثالثة في قبري، وقد سالت حدقتاي على وجنتي، وانشق بطني، وجرت الديدان في بدني، لكنت اشد إنكاراً لي من يومك هذا. اعد علي الحديث الذي حدَّثتني به بالمدينة، قلت: نعم يا أمير المؤمنين، سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن بين أيديكم عقبة كؤوداً مضرسة لن يجوزها إلا كل ضامر مهزول ". قال: فبكى ثم قال: أتلومني يا أبا حازم أن أضمر نفسي لتلك العقبة لعلي أنجو منها، وما أظنني بناج منها؟ ذكر أبو عثمان الجاحظ في كتاب البيان التبيين أن أبا حازم دخل مسجد دمشق فوسوس إليه الشيطان أنك قد أحدثت بعد وضوئك، فقال له: وقد بلغ هذا من نصيحتك؟!