وحدث سلمة بن جواس أيضاً عن معاوية بن يحيى أبي مطيع الأطرابلسي بسنده عن ابن مسعود قال: جاء رجل بأبيه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقتضيه ديناً له عليه فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنت ومالك لأبيك.
سلمة بن الخطل، الكناني الحجازي يقال: إن له صحبة، وفد إلى معاوية. قال الحافظ: ولا أعرف له حديثاً مسنداً.
قال يعقوب بن داود:
خطب معاوية يوماً بدمشق، فقال: إن الله عزّ وجلّ ولى عمر بن الخطاب، فولاني بعض ما ولاه الله، فوالله ما خنته، ولا كذبته، ولا حالفت عليه، ثم ولاني الله الأمر فتقدمت وتأخرت، وأخطأت وأحسنت، فمن أنكرني فقد عرفت نفسي، فقام إليه سلمة بن الخطل أحد بني عريج ين عبد مناة بن كنانة فقال: والله يا معاوية لقد أنصفت، وما كنت منصفاً، قال: وما أنت وذاك يا احدب؟ فكأني أنظر إلى حفش بيتك من مهيعة مربوطاً بطنب منه تيس، وبطنب منه بهمة، تخفق فيه الريح بمثل جناح النسر، بفنائه أعنز عشر، درهن قليل تحلبهن في مثل قوارة حافر حمار. قال: رأيت والله ذلك في زمن علينا ولا لنا، والله إن حشوه يومئذ لحسب غير دنس، فهل رأيتني قتلت مسلماً أو كسبت محرماً؟ قال: وأين أنت حتى أراك؟ أنت لا تبرز إلا في غمار الناس، وأي مسلم تقوى عليه حتى تقتله، وأي مكسب تقدر عليه حتى تكسبه، اجلس لا جلست، قال: لا والله، وكني أذهب حيث لا أسمع صوتك. قال: إلى أبعد الأرض لا إلى أقربها. قال: فمضى ساعة وهو ينظر في قفاه ويقول اللهم لا تصحبه، ثم قال: كرّوه عليّ فكروه، فقال: أستغفر الله منك، بلى والله، لقد رأيتك حيث أعرفك، قد أتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسلمت عليه فرد عليك، وأهديت إليه فقبل منك، وأسلمت، فكنت من صالحي قومك، وإنك لفي شرف منهم، وإنك لخالي، وإن أباك يوم طرف البلقاء لذو عناء، اجلس حتى أفرغ لك، ثم مضى في خطبته. فلما فرغ وصله، وأحسن إليه.