خلت المنابر والأسرة منهم ... فعليهم حتى الممات سلام
فقال له أبو جعفر المنصور: أما تعرفني؟ قال: ما أنكرك من سوء، من أنت؟ قال: أنا أمير المؤمنين المنصور. فأخذ الضرير أفكل يعني الرعدة وقال: يا أمير المؤمنين، إن القلوب جبلت على حب من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها. قال: صدقت، خلوا عنه، ثم تتبعته نفسه بعد فطلبه، فكأن البيداء بادت به.
[رجل من ولد أبي سفيان]
به وضح ومرض. ذكر لعبد الله بن علي بن العباس أنه قال: أنا السفياني الذي يذهب ملك بني العباس على يده. فطلبه عبد الله فتوارى، فأمر عبد الله بإخراج نساء أبي سفيان والتماسه فيهن، فلما هتك الحرم، وافى باب عبد الله بن علي على بغل ومعه ابناه على فرسين. فقال للحاجب: عبد الله هذا جالس؟ ولم يقل الأمير. قال: لا. قال: أفتأذن في الجلوس إليك؟ قال: نعم. فنزل ونزل ولداه، فجلسوا مع الحاجب. فرأى الحاجب أحسن خلق الله حديثاً، وأحلامهم كلاماً، فغلب على قلبه، ثم عرف الحاجب جلوس عبد الله، فدخل إليه، فذكره له، ثم خرج إليه. قال: يقول: ما اسمك؟ قال: قل له رجل يأتيك بما تحب. فخرج فقال: فتشه وأدخله. فدخل، فقال له: ما لمن دلك على فلان وذكر اسمه من الجائزة؟ قال: حكمه. قال: فأنا فلان، وهذان ابناي، فما دعاك إلى أن برزت أسوق بنات عمك يراهن أنباط الشام في طلبي؟ قال عبد الله: أتدري ما قال شاعرنا؟ قال: لا. قال: فإنه يقول: من الخفيف