فيه إخوتنا وحلفاؤنا، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أسْلَمُ سالمها الله، وغِفار غفر الله لها. قال: ثم أخذ أبو بكر بيدي، فقال: يا أبا ذر، فقلت: لبيك يا أبا بكر، قال: هل كنت تتأله في جاهليتك؟ قلت: نعم، لقد رأيتني أقوم عند الشمس فما أزال مصلياً حتى يؤذيني حرها، فأخرَّ كأني خِفاء، فقال لي: فأين كنت توجّه؟ قال: قلت: لا أدري إلاّ حيث وجّهني الله حتى أدخل الله عليَّ الإسلام.
قال عبّاد بن الرَّيان اللخمي:
كنت عند هشام فأقبل مكحول، فأمر هشام أن يؤتى بالسيف والنِّطع ليضرب رقبة مكحول، فقام رجل من الناس فقال: ائذن لي يا أمير المؤمنين أن أتكلم، قال: تكلم. قال: إني سمعت مكحولاً يقول: لا أبقاني الله بعد هشام، قال: أنت سمعته؟ قال: نعم، قال: ردّوا السيف والنّطع.
عبّاد بن زياد
المعروف أبوه بزيادة بن أبي سفيان، أبو حرب من البصرة، قدم دمشق غير مرة، وشهد وقعة مرج راهط من مروان بن الحكم.
روى ابن شهاب عن عبّاد بن زياد وهو من ولد المغيرة بن شعبة عن المغيرة بن شعبة أنه ذهب مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحاجته في غزوة تبوك. قال المغيرة: فذهبت معه بماء، فجاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسكبت عليه فغسل وجهه، ثم ذهب يُخرج يده من كُمَّيْ جُبَّتهِ، فلم يستطع من ضيق كُمّيْ جُبَّته، فأخرجها من تحت جبته، فغسل يديه ومسح برأسه، ومسح على الخفين، فجاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعبد الرحمن بن عوف يؤمهم، وقد صلّى لهم ركعة، فصلّى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معهم الركعة التي بقيت عليهم، ففزع الناس، فلما فرغ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: أحسنتم.