وكان يقيمه كلّ يوم يدعو النّاس إلى القصاص منه سنةً؛ فقام مصعب بن عبد الرحمن بن عوف فقال: جلدني مئة جلدة بالسّياط، وليس بوال، ولم آت قبيحاً، ولم أركب منكراً، ولم أخلع يداًمن طاعة. فأمر بعمرو أن يقام ودفع إلى مصعب سوطاً، وقال له عبد الله بن الزّبير: اضرب. فجلده مصعب مئة جلدة بيده. فتعكّر جسد عمرو فمات، فأمر به عبد الله فصلب. قال: ثم صحّ من بعد ذلك الضّرب، ثم مرّ به عبد الله بن الزّبيربعد أن أخرجه من السّجن جالساً بفناء المنزل الذي كان فيه، فقال أبا يكسوم، ألا أراك حيّاً؟. فأمر به فسحب إلى السّجن، فلم يبلغ حتى مات. فأمر به عبد الله فطرح في شعب الجيف، وهو الموضع الذي صلب فيه عبد الله بن الزّبير بعد.
[عمرو بن زرارة بن قيس]
ابن الحارث بن عداء بن الحارث بن عوف ويقال: ابن عمرو بن جشم بن كعب بن قيس بن سعد بن مالك بن النّخع بن عمرو النّخعيّ من أهل الكوفة، أدرك عصر النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان ممّن سيّره عثمان بن عفّان من الكوفة إلى دمشق.
[عن سعيد بن عمرو بن زرارة]
عن أبيه، قال: كنت جالساً عند النّبيّ فتلا هذه الآية " إن المجرمين في ضلال وسعر " إلى قوله: " بقدر ". فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" نزلت هذه الآية في ناس يكذّبون بقدر الله عزّ وجلّ ".