أدركه؛ فأنكر القوم قولي. قال: قلت: قد أرى الذي في وجوهكم: أما القرآن، فقد كان الله أتاني منه علماً؛ وإني بينما أنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات يوم قلت: يا رسول الله؛ أرأيت هذا الخير الذي أعطاناه الله، هل بعده من شر، كما كان قبله شر؟ قال: نعم. قلت: فما العصمة منه؟ قال: السيف. قلت: وهل للسيف من بقية؟ قال: هدنة على دخن. قلت: يا رسول الله ما بعد الهدنة؟ قال: دعاة الضلالة، فإن لقيت لله يومئذ خليفةً في الأرض فالزمه، وإن أخذ مالك وضرب ظهرك؛ وإلا فاهرب في الأرض، خذ هربك حتى يدركك الموت وأنت عاض على أصل شجرة. قلت: فما بعد دعاة الضلالة؟ قال: الدجال. قلت: فما بعد الدجال؟ قال: عيسى بن مريم. قلت: فما بعد عيسى بن مريم عليهما السلام؟ قال: ما لو أن رجلاً أنتج فرساً، لم يركب ظهرها حتى تقوم الساعة.
[الخضر بن شبل بن الحسين]
ابن عبد الواحد أبو البركات بن أبي طاهر الحارثي، الفقيه الشافعي، المعروف بابن عبد كتب كثيراً من الحديث والفقه؛ ودرس الفقه في سنة ثمان عشرة وخمس مئة؛ وأفتى، وكان سديد الفتوى، واسع المحفوظ، ثبتاً في روايته، نزه النفس، ذا مروءة ظاهرة. ووقف عليه نور الدين مدرسته التي تلي باب الفرج؛ وولي الخطابة بجامع دمشق.
حدث عن أبي طاهر محمد بن الحسين بسنده عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الحياء والإيمان في قرن واحد، فإذا سلب أحدهما أتبعه الآخر ".