ابن أبي أسماء بن أبي السيد بن منقذ بن مالك بن عوف، ابن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور السلمي ولي إرمينية لمروان بن محمد، ووليها للمنصور، وكان شجاعاً.
قال يزيد بن أسيد: إنه كان فيمن سار مع سعيد الحرشي، أو قال: ممن وجه هشام بن عبد الملك مع سعيد الحرشي. فلما دعاهم إلى لقاء خزر، الذين معهم سبقة المسلمين، فأجابوه إلى ذلك، وأرسله في فوارس طليعةً ليأتيه بخبرهم، قال: فأشرفنا على عسكرهم، فرأينا نساء المسلمين أوقدن النيران على أبواب أبنية خزر يبكين أنفسهن، ويندبن الإسلام. قال يزيد: فأرقنا ذلك، وألقينا السمع إليهم، فأتينا بما رأينا وسمعنا.
قال: وذكر من شاهد ذلك اليوم، يعني: يوم قاتل ابن أسيد في ولاية بني العباس، قال:
ركب ابن أسيد على بغلة شهباء وقد تعبأ الناس، ووطنوا أنفسهم على القتال، وأقبل ابن أسيد على الناس وقال: يا معشر المسلمين وأبناء المهاجرين والشهداء، إن الله قد أنعم عليكم، وأحسن إليكم أن رزقكم الأجر، وساقكم إلى هذا الموضع، وجعلكم ممن يختم عمره بالشهادة في سبيله، التي يكفر بها ذنوبكم ويدخلكم الجنة، ويزوجكم من الحور العين، قابلوا الله في هذه المواطن بالحسنى، واستحيوا أن يطلع من قلوبكم على ريبة، أو خذلان، أو فرار من الزحف، فإن الله مقبل عليكم بوجهه، وقد اطلعت عليكم الحور