كان معاوية أغزى عبد الرحمن بن أم الحكم أرض الروم، فكان فيها، ووفد ابن هرقل خصياً له، يريد معاوية على الصلح، على أن يجعل له ضواحي أرض الروم، على أن يكف الجنود، ولا يغزيهم، فأجابه معاوية إلى ذلك، فأرسل معه اثني عشر رجلاً من حرسه، نفيع أبو إسماعيل أحدهم.
فانطلقوا مع الخصي حتى أتوا عبد الرحمن بكتاب معاوية برأيه، فخلى سبيل من كان معه من السبي، ونفذ رسل معاوية إلى ابن هرقل.
فلما دخلوا عليه وقرأ كتابه جعل ينفخ، ويقول: اضطر معاوية، أرسلت إليه، لا رجل ولا امرأة، أنا أعطيه ضواحي الروم بخدعة، أنا أعطيه ضواحي الروم؟! وقتل تسعة من الرسل، واستبقى نفيعاً وابنه فحبسهم في سجنه.
وبلغ معاوية الخبر، فأمر عبد الرحمن بالمقام بأرض الروم.
[نمران بن عتبة الذماري]
دمشقي.
قال نمران بن عتبة: دخلنا على أم الدرداء ونحن أيام صغار، فمسحت رؤوسنا، وقالت: أبشروا بني، فإني أرجو أن تكونوا في شفاعة أبيكم، فإني سمعت أبا الدرداء يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: