قال: بينما عمر يسير على بغلته بخناصرة إذ جاء رجل متزر ببرد، متعصب بآخر حتى أخذ بلجام بغلته، ما ينهنهه أحد فقال: من البسيط
تدعون حران مظلوماً ليأتيكم ... فقد أتاكم لعند الدار مظلوم
فقال: ممن أنت؟ قال: من حضرموت. قال: ما ظلامتك؟ قال: أرضي، وأرض آبائي أخذها الوليد وسليمان فأكلاها. فنزل عمر عن دابته يتكئ حتى جلس بالأرض. فقال: من يعلم ذلك؟ قال: أهل البلد قاطبة. قال: يكفيني من ذلك شاهدا عدل. اكتبوا له إلى بلاده، إن أقام شاهدي عدل على أرضه وأرض آبائه وأجداده، فادفعوها إليه، فحسب الوليد وسليمان ما أكلا من غلتها. فلما ولى الرجل قال: هل هلكت لك من راحلة، أو أخلق لك من ثوب، أو نفد لك من زاد، أو تخرق لك من حذاء؟ فحسب ذلك، فبلغ اثنتين وثلاثين ديناراً أو ثلاثة وثلاثين ديناراً. فأتى بها من بيت المال، فكأني أنظر إليها تعد في يده.
[رجل ممن كان في جيش مسلمة]
ابن عبد الملك في غزوة القسطنطينية. وفد على عمر بن عبد العزيز فقال: يا أمير المؤمنين إن بلائي كذا، ومن أمري كذا. فالتفت إلى بعض جلسائه فقال: أما يريد هؤلاء أن يسبقوا لآخرتهم شيئاً؟!
[رجل من العلماء]
قدم على عمر بن عبد العزيز. فقال: الصامت على علم كالمتكلم على علم. فقال عمر: