للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عبد الله بن سعد بن أبي سرح]

ابن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك ويقال: جذيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك أبو يحيى القرشي، العامري، أخو عثمان بن عفان من الرضاع.

له صحبة. وروى عن سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان عثمان ولاه مصر، فشكاه أهل مصر وأخرجوه منها، فجاء فلسطين، ثم قدم على معاوية، دمشق. وشهد معه صفين.

وقيل: لم يزل معتزلاً بالرملة فراراً من الفتنة. والله أعلم.

حدث

عبد الله بن سعد بن أبي سرح قال: بينما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عشرة من أصحابه، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير وغيرهم على جبل حراء إذ تحرك، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسكن حراء، فإنما عليك نبي أو صديق أو شهيد.

كان عبد الله بن سعد بن أبي سرح قد ارتد في عهد سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأهدر دمه. فستره عثمان بن عفان رضي الله عنه، وجاء به إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاستأمن له فاستوهبه منه، فعفا عنه، وعاد إلى الإسلام، وفتح إفريقية في أيام عثمان، وولي مصر يوم ذلك، وبنى بها داراً حتى كان زمن عثمان إلى فلسطين، فمات بها بعد مقتل عثمان في الفتنة. ويقال: مات بعسقلان. وقال في حصار عثمان:

أرى الأمر لا يزداد إلا تفاقماً ... وأنصارنا بالمكتين قليل

وأسلمنا أهل المدينة والهوى ... هوى أهل مصرٍ والذليل ذليل

وشهد أبو يحيى فتح مصر، وكان صاحب ميمنة عمرو بن العاص في حروبه، وكان فارس بني عامر بن لؤي، وولي جند مصر لعثمان بن عفان، وغزا منها إفريقية سنة سبع وعشرين، والأساود من أرض النوبة سنة إحدى وثلاثين وهو هادنهم هذه الهدنة

<<  <  ج: ص:  >  >>