حدث عن علي بن جابر بن بشر الأودي بسنده إلى أبي سعيد قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
كان فيمن كان قبلكم رجل مسرف على نفسه، وكان مسلماً، كان إذا أكل طعامه طرح ثقالة طعامه على مزبلة، فكان يأوي إليها عابد، فإن وجد كسرة أكلها، وإن وجد بقلة أكلها، وإن وجد عرقاً تعرقه. قال: فلم يزل كذلك حتى قبض الله عز وجل ذلك الملك فأدخله النار بذنوبه، فخرج العابد إلى الصحراء مقتصراً على مائها وبقلها، ثم إن الله عز وجل قبض ذلك العابد، فقال: هل لأحد عندك معروف تكافئه؟ قال: لا يا رب. قال: فمن أين كان معشك؟ - وهو اعلم بذلك - قال: كنت أوي إلى مزبلة ملك، فإن وجدت كسرة أكتلها، وإن وجدت بقلة أكتلها، وإن وجدت غرقاً ترعفته؛ فقبضته فخرجت إلى البرية نقتصراً على بقلها ومائها. فأمر الله عز وجل بذلك الملك فاخرج من النار حممة وفي رواية: جمرة تنفض - فأعيد مكانه كما كان، فقال: يا رب! هذا الذي كنت آكل من مزيلته. فقال الله عز وجل له: خذ بيده فأدخله الجنة، من معروف كان منه إليك لم تعلم به. أما لو علم به ما أدخلته النار.
[منصور بن عبد الله بن إبراهيم]
أبو نمصر الأصبهاني الصوفي حكى عن إبراهيم بن المولد قال: دخلت على إبراهيم القصار وهو يبكي فقلت له: مالك؟ فقال: تذكرت أيامي التي كنت فيها ف يمحل البسط وحال الأنس، وقيامي ببعض ما أوجب الله علي من حقوقه ففترت وعجزت، وأنا أدافع النهار بالليل، والليل بالنهار، وأخشى أن أكون قد سقطت م عين الله عز وجل، فبعدني من بابه، وصرت من المطرويدن؛ وأنشأ يقول: من الطويل