الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت: من ذا؟ قلت: واثلة. قالت: وما حاجتك؟ قلت: أردت أبا الحسن. قالت: ارقب؛ الساعة يأتيك. فقعدت. فأتى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متكئاً على علي، فسلمنا فلما دخلا الدار دعا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاطمة بمرط فأدخل رأسه تحته، وأدخل رأس فاطمة ورأس علي ورأس الحسن والحسين تحته، ثم قال: اللهم هؤلاء أهلي ثلاثاً ثم قال: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " فقلت وأنا من خارج: وأنا من أهلك؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وأنت من أهلي. والله ما أرجو غيرها.
[أبو عامر المكي]
إن لم يكن محمد بن عبيد الله بن أبي صالح، فهو غيره. قال أبو عامر المكي: لقيت غيلان بدمشق مع نفر من قريش فسألوني أن أكلمه. فقلت: اجعل لي عهد الله وميثاقه أن لا تغضب ولا تجحد، ولا تكتم. فقال: ذلك لك. فقلت: نشدتك الله، هل في السموات أو في الأرض شيء قط من خير أو شر لم يشأه الله ولم يعلمه حتى كان؟ قال غيلان: اللهم لا، قلت: فعلم الله بالعباد أكان قبل أو أعمالهم؟ فقال غيلان: بل علمه كان قبل أعمالهم. قلت: فمن أين كان علمه بهم؟ من دار كانوا فيها قبله، جبلهم في تلك الدار غيره، وأخبره الذي جبلهم في الدار عنهم أم من دار جبلهم هو فيها، وخلق لهم القلوب التي يهوون بها المعاصي؟ قال غيلان: بل من دار جبلهم هو فيها، وخلق لهم القلوب التي يهوون بها المعاصي. قلت: فهل كان يجب أن يطيعه جميع خلقه؟ قال غيلان: نعم. قلت: انظر ما تقول. قال: هل معها غيرها؟ قلت: نعم. قلت: فهل كان إبليس يحب أن يعصي الله جميع خلقه؟ قال: فلما عرف الذي أردت؛ سكت فلم يرد علي شيئاً. ثم قال: يا أبا عامر؛ هل لهؤلاء الكلمات من أصل؟ قلت: نعم، أجيك بهن من كتاب الله عز وجل، إن الله خلق جميع خلقه من أربعة أشياء، لم يخلق شيئين من شيء