وحكى ابن أخت سفيان الثوري قال: مرض خالي سفيان، فعاده عبد الصمد بن علي، وكان سيد بني هاشم، فقال لنا سفيان: لا تأذنوا له؟ فقلنا: ويمكن ذلك؟ فحول وجهه إلى الحائط، ودخل عبد الصمد، فسلم، فلم يرد السلام، فجلس عبد الصمد ملياً، فقال: أحسب أن أبا عبد الله نائم، فقال سفيان: لست بنائم، فقال عبد الصمد: يا أبا عبد الله، لك حاجة؟ قال: نعم، ثلاث حوائج: لاتعود إلي ثانية، ولاتشهد جنازتي، ولا تترجم علي إذا ذكرت عندك. قال: فخجل عبد الصمد، وقام، فلما خرج قال: والله لقد هممت ألا أخرج إلا ورأسه معي؟ وكان عمر بن حبيب على قضاء الرصافة لهارون الرشيد، فاستعدى إليه رجل على عبد الصمد بن علي، فأعداه عليه، فأبى عبد الصمد، وقام، فلما خرج قال: والله لقد هممت ألا أخرج إلا ورأسه معي.
وكان عمر بن حبيب على قضاء الرصافة لهارون الرشيد، فاستعدى إليه رجل على عبد الصمد بن علي، فأعداه عليه، فأبى عبد الصمد أن يحضر مجلس الحكم، فختم عمر بن حبيب قمطره، وقعد في بيته، فرفع ذلك إلى هارون، فأرسل إليه، فقال: ما منعك أن تجلس للقضاء؟ فقال: أعدي على رجل فلم يحضر مجلسي، قال: ومن هو؟ قال: عبد الصمد بن علي. فقال هارون: والله لا يأتي مجلسك إلا حافياً. وتوجه الحكم على عبد الصمد، فحكم عليه، وسجل به.
مات عبد الصمد بن علي ببغداد في سنة خمس وثمانين ومائة، ودفن في مقابر باب البردان. وكان عظيم الخلق.
[عبد الصمد بن محمد بن عبد الله بن حيويه]
أبو محمد - ويقال: أبو القاسم - البخاري الحافظ
حدث عن أبي نصر محمد بن محمد بن حاتم السجستاني بسنده عن ابن عمر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن بلالاً يؤذن بليلٍ، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن مكتوم ". وإنما كان بينهما قدر ما ينزل هذا، ويرتقي هذا. "