فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم " الآية " ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيما ". الآية فقالا: قد وجدناهما. فقال أبي: وأين؟ فقالا: في النساء وآل عمران. فقال أبي: ها هما.
[أبو فروة السائح]
قال أبو فروة: بينا أنا سائح في بعض الجبال، إذ سمعت صدى جبل، فاتبعت الصوت فإذا بهاتف يهتف، يقول: يا من آنسني بذكره، وأوحشني من خلقه، وكان لي عند مسرتي، ارحم اليوم عبرتي، وهب لي من معرفتك ما أزداد به تقرباً إليك يا عظيم الصنيعة إلى أوليائه، اجعلني اليوم من أوليائك المتقين. قال: ثم سمعت صرخة ولا أرى أحداً. فأقبلت نحوها، فإذا أنا بشيخ ساقط مغشياً عليه، ثم لم أزل عنده حتى أفاق، فقال: من أنت؟ فقلت: رجل من بني آدم. قال: إليك عني، فمنكم هربت إلى ربي. وانطلق وتركني. فقلت: رحمك الله، دلني على الطريق. فقال: ها هنا. وأومأ بيده إلى السماء. وذكر في حف القاف: أبو قرة. قال: ويقال أبو فروة، وذكر مثل ذلك.
[أبو الفضل الموسوس]
كان من أبناء النعم، وذوي الفضل، خولط في عقله. قال أبو الفرج الببغاء: كنت طول مقامي بدمشق آنس بمن يطرقني من ذوي الأقدار، ففي بعض الأيام تذاكرنا أخبار عقلاء المجانين، وفي الجماعة فتى من أولاد الكتاب، فقال لي: معنا في البلد فتى في مشاهدة حاله ما يلهيني عما نحن فيه، وهو في البيمارستان. فقلت له ما خبره؟ فقال: كان صبياً ونشأ مع جارية كانت لأخته كاملة الحسن والأدب، فألفها وألفته، فلما كبرا حجبتها عنه فمرضا جميعاً، فلما انكشف أمرهما