للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشاحن، أو غاش، أو مدمن خمر، أو مصر على زنى، فإن هؤلاء لا يغفر لهم حتى يتوبوا. فأما مدمن الخمر، فإنه يترك له باب من أبواب الرحمة مفتوحاً حتى يتوب، فإذا تاب غفر الله له، وأما المشاحن فإنه يترك له باب من أبواب الرحمة حتى يكلم صاحبه، فإذا كلمه غفر له ". قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يا جبريل، فإن لم يكلمه حتى يمضي عنه النصف؟ قال: لو مكث إلى أن يتغرغر بها في صدره فهو مفتوح، فإن تاب قبل منه ". فخرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بقيع الغرقد، فبينا هو ساجد، قال: - وهو يقول في سجوده -: " أعوذ بعفوك من عقابك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك، جل ثناؤك، لا أبلغ الثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك ". فنزل جبريل - عليه السلام - في ربع الليل، فقال: يا محمد، ارفع رأسك إلى السماء، فرفع رأسه، فإذا أبواب الرحمة مفتوحة على كل باب ملك ينادي: طوبى لمن تعبد في هذه الليلة، وعلى الباب الآخر ملك ينادي: طوبى لمن سجد في هذه الليلة، وعلى الباب الثالث ملك ينادي: طوبى لمن ركع في هذه الليلة، وعلى الباب الرابع ملك ينادي: طوبى لمن دعا ربه في هذه الليلة، وعلى الباب الخامس ملك ينادي: طوبى لمن ناجى ربه في هذه الليلة.. ثم إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " يا جبريل، إلى متى أبواب الرحمة مفتوحة قال: من أول الليل إلى صلاة الفجر.

توفي أبو الحسين الملطي بعسقلان سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، وكان كثير العلم كثير التصنيف في الفقه، وكان يتفقه للشافعي، وكان يقول الشعر ويسره ويعجب به.

[محمد بن أحمد بن عبد الواحد]

ابن عبدوس بن جرير - ويقال: بن جرير بن عبدوس ويقال: ابن عبد القدوس - أبو عبد الملك الربعي التغلبي الصوري المعروف بابن عبدوس روى عن هشام بن عمار بسنده إلى أنس بن مالك قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يقول الله تعالى: أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة شعير من الإيمان، ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>