للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أتى عبد الله بن جعفر، فأخبره خبره، فقال: ما كنت أرجع في شيء أمرت لك به. فقال كثير: أما ما كان من عندك قبضته، وأما ما استقرضته فلا أريده. فقال عبد الله: أنا على قضاء الديون أقوى منك على اكتساب المال، ولك خروقٌ فارقعها به فانصرف بها، فصار مثلاً في المدينة.

[الزبير أو أبو الزبير بن المنذر]

ابن عمر كاتب الوليد بن يزيد.

قال الزبير: أرسل إلي الوليد صبيحة اليوم الذي أتته فيه الخلافة، فأتيته، فقال لي: ما أتت علي ليلةً أطول من هذه، عرضت لي أمور، وحدثت نفسي فيها بأمور، وهذا الرجل قد أولع بي، فاركب بنا نتنفس.

فركب وسرت معه، فسار ميلين، ووقف على تل فجعل يشكو هشاماً، إذ نظر إلى رهجٍ قد أقبل، وسمع قعقعة البريد فتعوذ بالله من شر هشام، وقال: هذا البريد قد أقبل بموت فجيىءٍ أو بملك عاجل، لا يسوؤك الله أيها الأمير، بل يسرك ويبقيك.

إذ بدا رجلان على البريد مقبلان أحدهما مولى لأبي سفيان بن حربٍ، فلما قربا أتيا الوليد فنزلا يعدوان، فسلما عليه بالخلافة، فوجم، فجعلا يكرران عليه التسليم بالخلافة، فقال: ويحكما! ما الخبر..؟ أمات هشام؟! قالا: نعم. قال: مرحباً بكما، ما معكما؟ قالا: كتاب مولاك سالم بن عبد الرحمن. فقرأ الكتاب، وانصرفنا.

وسأل عن عياض بن مسلم كاتبه الذي كان هشام ضربه وحبسه، فقالا: يا أمير المؤمنين، لم يزل محبوساً حتى نزل بهشامٍ أمر الله، فلما صار إلى حال لا ترجى الحياة لمثله معها أرسل عياضٌ إلى الخزان: احتفظوا بما في أيديكم، فلا يصلن أحدٌ إلى شيء. وأفاق هشام إفاقةً، فطلب شيئاً، فمنعه، فقال: أرانا كنا خزاناً للوليد. وقضى من ساعته، فخرج عياض

<<  <  ج: ص:  >  >>