والنوبة، والمكس. ولعمري ما هو بالمكس، ولكنه البخس الذي قال الله:" ولا تبخسوا الناس أشياؤهم ولاتعثوا في الأرض مفسدين ". فمن أتى بزكاة ماله فقد أقبل منه، ومن لم يأت فالله حسيبه.
قال يحيى بن معين: عبد الرحمن بن محمد بن عبد القاري ثقة.
[عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران بن سلمة]
أبو مسلم البغدادي الحافظ الزاهد قال أبو عبد الله الحافظ: ما رأيت في البغداديين أورع منه، كان أوحد عصره في علم أهل الحقائق من الزهاد والصوفية، ثم تقدم أيضاً في معرفة الحديث. سمع بالعراق، وبالجزيرة، وبالشام، وأظنه دخل مصر أيضاً. ورد أبو مسلم بنيسابور سنة ثلاثين وثلاثمائة، وكتب عن الحسن بن الحسين بن منصور، وأبي حامد بن بلال، وأقرانهما، ثم خرج من نيسابور سنة ثلاث وثلاثين، وأقام بمرو مدة، وسمع بها الكثير، ثم دخل بخارى، وكتب إلى بغداد في حمل كتبه، فسلمت، وحملت إليه؛ فأقام بسمرقند ثلاثين سنة، وجمع المسند الكبير على الرجال. وخرج إلى مكة سنة ثمان وستين، وجاور بها. وكان يجهد ألا يظهر للتحديث، وغيره.
فحدثني أبو نصر البزاز أنه مرض بمكة، وكان الناس يعودونه، وهو يخالقهم بغير أخلاقه التي كان عليها من التقريب لهم، والبسط، والدعاء، ويظهر الفرح بأن الله قد أجاب دعوته أن يقبض بمكة