يا رسول الله، أليس هؤلاء الأصناف مؤمنون؟ قال: يا معاذ، ما نفعهم إيمانهم شيئاً إذا تركوا الإيمان وخالفوا ما جئت به، أولئك لا تنالهم شفاعتي. قلت: يا رسول الله، فما الصنف الذين يحشرون على صورة السباع؟ قال: يا معاذ، زنادقة الأمة. قلت: يا رسول الله، صفهم، وما قولهم. قال: ينكرون حوضي وشفاعتي، ويكفرون بفضائلي، الا إن الله عز وجل - يعني، جعل منهم قوماً يحشرون عطاشاً إلى النار على صورة السباع - قلت: يا رسول الله، اتنفعهم شفاعتك؟ قال: يا معاذ، كيف تنفعهم شفاعتي ولم يقروا بشفاعتي؟ قلت: يا رسول الله، فما الصنف الذين يحشرون على صورة الذر؟ قال: يا معاذ، المتكبرون المتعظمون من أمتي، وأصحاب البغي على أمتي، وأصحاب التطاول، يحشرون على صورة الذر إلى النار. قالت: يا رسول الله؛ فما الصنف الذين يحشرون على صورة البهائم؟ قال: أولئك أكلة الربا، الذين لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس قالت: يا رسول الله، فما الصنف الذين يحشرون على وجوههم؟ قال: أولئك المصورون، والهمازون، واللمازون، والسعاة من هذه الأمة. قلت: يا رسول الله، فما الصنف الذين يحشرون مشاة؟ قال: أولئك أهل اليمين. قلت: فما الصنف الذين يحشرون ركوباً؟ قال: أولئك المقربون إلى جنات عدن.
قال: هذا حديث منكر. وفي إسناده غير واحد من المجهولين.
[عبد الله بن محمد أبو العباس]
الأنباري، المعروف بابن شرشير الناشئ الشاعر المتكلم قدم دمشق، وله كتب ينقض فيها كتاب المنطق، وأشعار في ذلك. وكان شاعراً، وله قصيدة على روي واحد وقافية واحدة تكون أربعة آلاف بيت، ذكرها الناجم، وذكر أنه أنشده إياها، وكان يقول في خلاف كل معنى قالت فيه الشعراء. وكان متهوساً شديد الهوس، وشعره كثير، وهو مع كثرته قليل الفائدة، وكان أخذ نفسه بالخلاف على أهل المنطق والشعراء والعروضيين وغيرهم، ورام أن يحدث لنفسه أقوالاً ينقض بها ما هم عليه، فسقط ببغداد، فلجأ إلى مصر، فشخص إليها وأقام بها بقية عمره.