طعاماً لتأتيني. فقال عمر: لعل في بيتك شيئاً من زخرف العجم؟ قال: نعم. قال: لا حاجة لي في بيتك، ولكن ابعث إلي بلون واحد من طعام، ولا تزيدن عليه. وانطلق، فبعث إليه بطعام، فأكل منه عمر، فاستقبله الناس في ثياب الحرير والديباج. فقال: هذا لباس أهل الشرك، بئس ما استقبلتموني به، سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: لا تلبسوا الديباج ولا الحرير، ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة، فإنها لكم في الآخرة، ولهم في الدنيا، ثم أمر بطلاء فصنع له شيء ذهب ثلثاه وبقي ثلثه فشربه فوافقه، فقال: إني قد أمرت بشراب من العنب فطبخ حتى ذهب ثلثاه وبقي ثلثه، وخفت أن تقولوا أمر به عمر؛ فتشربون غيره، وإني لا آمركم إلا بمثل هذا.
[رجل من الأشعريين]
كان زوج أم شهر بن حوشب. حدث شهر بن حوشب عن رابه، رجل من قومه كان خلف على أمه بعد أبيه، كان شهد طاعون عمواس قال: لما اشتعل الوجع قام أبو عبيدة بن الجراح خطيباً فقال: يا أيها الناس، إن هذا الوجع رحمة بكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، وإن أبا عبيدة يسأل الله أن يقسم له منه حظه، قال: فطعن، فمات. واستخلف على الناس معاذ بن جبل، فقام خطيباً بعده، فقال: أيها الناس، إن هذا الوجع رحمة بكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، إن معاذاً يسأل الله أن يقسم لآل معاذ منه حظه. فطعن ابنه عبد الرحمن، فمات ثم قام فدعا ربه لنفسه، فطعن في راحته، فلقد رأيته ينظر إليها ثم يقبل ظهر كفه، ثم يقول: ما أحب أن لي فيك شيئاً من مال الدنيا. فلما مات استخلف على الناس عمرو بن العاص، فقام فينا خطيباً، فقال: أيها الناس، إن هذا الوجع إذا وقع فإنما يشتعل اشتعال النار، فتجبلوا منه في الجبال. فقال له أبو واثلة الهذلي: كذبت والله، لقد صحبت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنت شر من حماري هذا!! قال: والله ما أرد عليك ما تقول، وأيم الله