قال العباس بن حمزة: وإنما ذلك أوّل ما يبتدىء فيها تثقل عليه، فإذا علم الله من عبده صدق النية يهوّن عليه حتى تكون أحلى عنده من السكر، وألذ من الماء البارد في اليوم الشديد الحر.
قال العباس: سمعت ذا النون يقول: عرف المطيعون عظمتك فخضعوا، وسمع المذنبون بجودك فطمعوا.
وعن العباس أنه قال: لو التفتّ طولُ أملي فعايَن قرب أجلي لاستحيا طول أملي من قرب أجلي.
وسأل رجل العباس بن حمزة عن الزهد فقال: ترك ما يشغلك عن الله أخذُه، وأخذُ ما يُبعدُكَ عن الله تركُهُ.
توفي العباس سنة ثمان وثمانين ومئتين.
العباس بن خَرَشَة الكلابي الكوفي
روى عنه أبو حسان أنه قال له بنو عمه أو بنو عمر امرأته: إن امرأته لا تحبّك، فإنْ أحببت أن تعلم ذلك فخيّرها، فقال: بابرزة بنت الحر، اختاري، فقالت: اخترت ولست بخيار، قالت ذلك ثلاث مرات. فقالوا: حرمت عليك. فقال: كذبتم، فأتى علياً فذكر ذلك له فقال: لئن قربتها حتى تنكح زوجاً غيرك لأرضخنك بالحجارة. فلما استخلف معاوية أتاه فقال: إن أبا تراب فرّق بيني وبين امرأتي بكذا وكذا، قال: قد أجزنا قضاءه عليك، أو قال: ما كنا لنردّ قضاءه عليك.