أغلق الباب، لا يخرج القط. قال: من حسن صنيعك بي. قلت: ليس هذا وقت عتاب. قال: فبعت الكساء بخمسة دراهم.
[شيخ من دمشق]
كان فيمن غزا مع مروان بن محمد الخزر. قال: فسحنا في بلادهم نسبي من أدركناه، ولم نلحق لهم جمعاً، فشكوت إلى بيطار العسكر سعالاً بفرسي، فأمر لي بورق القصباء الأخضر، فذهبت أنظر، فإذا بغيضة من قصب بيننا وبينها أربعة أميال، فخرجت إلى الغيضة، فبينا أنا آخذ من الورق إذا أنا بين رؤوس القصب ببريق الأسنة خلف القصب، فقمت على سرجي لأتمكن من النظر فإذا بحرة سوداء من القنا، فعدوت على فرسي وأخبرت مروان، فدعا بعض هضائلة أرمينية فأخبرهم. فقالوا: هذا فلان الطرخان، عامل هذه البلاد، وأساورته عشرة آلاف، نحن نرى أن ضعف رأيه، ونظره لنفسه دعاه إلى أن كمن في هذه الغيضة، ليشد على ساقة العسكر. فأمر مروان قائداً من قواده ليخرج في أصحابه، فنودي في العسكر: من أراد الأجر والغنيمة فليلحق بفلان. فسار إليهم، فوقف على باب مدخل الغيضة، وأتوا بالنيران والنفط، فألقي في الغيضة، وهاجت الريح بالنار، ودخل المسلمون بالسيوف، وأهلكهم الله جميعاً حريقاً وقتلاً وأسراً، وأسرنا طرخانهم أسيراً، فضربت عنقه، ونفذ برأسه ورؤوس من أصحابه إلى هشام.