للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعنه، عن أبيه، قال: خمدت الأصوات يوم اليرموك، فلم يسمع صوت إلا رجل تحت الراية ينادي: يا نصر الله اقترب. فدنوت فإذا أبو سفيان بن حرب تحت راية ابنه يزيد بن أبي سفيان.

وعن سعيد بن المسيب، أن أباه قدم على عمر بريداً من الشام، فجعل يستخبره فقال: أتعجلون الإفطار؟ قال: نعم. فقال: أما إنهم لن يزالوا بخير ما كانوا كذلك ولم ينطعوا تنطع أهل العراق.

وعنه، قال: كان المسيب رجلاً تاجراً، فدخل عليه ابن سلام، فقال: يا أبا سعيد، إنك رجل تبايع الناس، وإن أفضل مالك ما تغيب عنك، وإنه ليس المفلس الذي يفلس بأموال الناس، ولكن المفلس الذي يوقف يوم القيامة فلا يزال يؤخذ من حسناته حتى لا تبقى لح حسنة. فكان أبو سعيد مستوصياً بها.

قال ابن سلام: إذا كان له حق على أحد فجاءه ببعضه قال: لا أقبل منك إلا الذي لي كله، حرصاً على الحسنات يوم القيامة.

[المسيب بن دارم]

أبو صالح البصري سمع عمر بن الخطاب الجابية.

قال أبو صالح: قدم علينا عمر بن الخطاب الجابية، فقام على بعير له أحمر مقتب بقتب عليه رجل له رث. عليه عباءة قطوانية، فصاح بصوت له عال: أيها الناس؛ فثاب إليه الناس، فقال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في مثل مقامي هذا مثل مقالتي هذه: " استوصوا بأصحابي خيراً، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم " ثم قال شيخ بيده هكذا ثلاث فرق، " ثم يأتي بعد ذلك قوم يشهدون وإن لم يستشهدوا، ويحلفون ولا يستحلفون، إلا ومن

<<  <  ج: ص:  >  >>