أبو بكر الماذرائي، الكاتب وزر لأبي الجيش خمارويه بن أحمد وقدم معه دمشق.
حدث عن أبي عمر أحمد بن عبد الجبار العطاردي بسنده إلى أبي ذر، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة " قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال:" وإن زنى وإن سرق " ثلاث مرات.
وكان أبو بكر الماذرائي شيخاً جليلاً عظيم الماه والجاه والمحل؛ حدث عن نفسه قال: كتبت لخمارويه بن أحمد بن طولون وأنا حدثٌ فركبتني الأشغال وقطعني ترادف الأعمال عن تصفح أحوال المعطلين وتفقدهم؛ وكان ببابي شيخ من مشيخة الكتاب قد طالت عطلته وأغفلت أمره فرأيت في منامي أبي يقول لي: ويحك أما تستحي من الله عز وجل أن تتشاغل بلذاتك وأعمالك والناس يتلفون ببابك ضراً؟ هذا فلان من شيوخ الكتاب أفضى أمره إلى أن تقطع سراويله فما يمكنه أن يشتري بدله، وهو كالميت جوعاً وأنت لا تنظر في أمره، أحب أن لا تغفل أمره؛ فانتبهت مذعوراً اعتقدت الإحسان إلى الشيخ، ونمت وأصبحت وأنسيت أمر الشيخ، فركبت إلى دار خمارويه فأنا أسير إذ تراءى لي الرجل على دويبةٍ ضعيفةٍ ثم أومى إلي الرجل فانكشف فخذه فإذا هو لابس خفاً بلا سراويل، فحين رأيته ذكرت المنام، وقامت قيامتي، فاستدعيته وقلت: يا هذا ما حل لك أن تركت إذكاري بأمرك، أما كان في الدنيا من يوصل لك رقعةً، أو يخاطبني فيك؟ قد قلدتك الناحية الفلانية، وأجريت عليك في كل شهر مئتي دينار، وأطلعت لك من خزانتي ألف دينار صلةً ومعونةً على الخروج إليها، وأمرت لك من الثياب والحملان بكذا وكذا، فاقتض ذلك واخرج الساعة، فإن حسن أثرك في تصرفك