فلم يلبث أن نهض؛ فقال معاوية: ما أكمل مروءة هذا الفتى. فقال عمرو: يا أمير المؤمنين، إنه أخذ بأخلاق أربعة وترك أخلاقاً ثلاثة؛ إنه أخذ بأحسن البشر إذا لقي، وبأحسن الحديث إذا حدث، وبأحسن الاستماع إذا حدث، وبأيسر المؤونة إذا خولف؛ وترك مزاح من لا يوثق بعقله ولا دينه، وترك مخالطة لئام الناس، وترك من الكلام كل ما يعتذر منه.
بلغني أن أبا طالب ابن خضر توفي شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وخمسمئة.
[المبارك بن محمد]
أبو المواهب المقرىء أنشد لابن طاهر الكاتب:" من الكامل "
ومعذر نقش الجمال بوجهه ... خطاً غدا بدم القلوب مضرجا
لما تيقن أن سيف جفونه ... من نرجس جعل النجاد بنفسجا