قال الخطيب: أنشدني الصوري الأبيات التي ضمن ابن معروف منها هذا البيت وهي:
يا صاحبي سلا الأطلال والدمنا ... متى يعود إلى عسفان من ظعنا
إن الليالي التي كنا نسر بها ... أبدى تذكرها في مهجتي حزنا
أستودع الله قوماً ما ذكرتهم ... إلا تحدر من عيني ما خزنا
كان الزمان بنا غراً فما برحت ... أيدي الحوادث حتى فطنته بنا
[أحمد بن عبد الرحمن بن قابوس]
ابن محمد بن خلف بن قابوس أبو النمر الأطرابلسي الأديب حدث بصور سنة ثلاث عشرة وأربع مئة وباطرابلس عن جماعة. وروى عنه جماعة.
حدث عن القاضي يوسف بن القاسم الميانجي بسنده عن أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته.
وحدث عن أبي محمد الحسن بن أحمد بن إبراهيم النحوي بسنده عن أبي جحيفة قال: قال عبد الله: ذهب صفو الدنيا فلم يبق منها إلا الكدر، فالموت تحفة كل مسلم.
حدث أبو النمر بإسناده عن مسعر قال: لم يقل لبيد في الإسلام إلا هذين البيتين: من الطويل
نجدد أحزاناً لدى كل هالكٍ ... ونسرع نسياناً ولم يأتنا أمن
فإنا ولا كفران لله ربنا ... لكالبدن لا تدري متى يومها البدن
عاصر أبو النمر بطرابلس أبا عبد الله الحسين بن خالويه، وكان يدرس العربية واللغة، وتوفي بها، وخلف ولداً شخص إلى العراق وتقدم هناك.
قال أبو النمر: أنشدني الحسين بن خالويه قال: أنشدنا محمد بن أبي هاشم لمحمد بن خازم: مجزوء الكامل
الله أحمد شاكراً ... فبلاؤه حسنٌ جميل