فقال عمر لكأنك تدلين! قالت: إنك لا تستطيع تسلبني الإسلام، قال: لا والله.
قالت: فوالله ما أبالي ما كان بعد ذلك.
قال عمر: استغفر الله، ثم سلم.
قال صفوان: فسألت سليمان بن عامر ما الذي أغضب عمر عليها؟ قال: بلغه أن امرأة طاغية الروم حين فتحت دمشق أهدت لها عقد خرزٍ ولؤلؤ وشيءٍ من ذهب، لعله أن يساوي ثلاث مائة درهم.
وقد روي أنه لما قدم عمر نزل على أبي عبيدة، فخرجت بنت أبي عبيدة، وهي جويرية من داخل إلى عمر، فجعل عمر يسترسلها الكلام، ما حليك؟ قالت: كذا وكذا، قال عمر: حليك الذي تخرجين به؟ فسمعت أمها من داخل البيت، فقالت: كأنك تريد التاج، نعم، وقد أهدي له تاج، فقسمه أبو عبيدة بين المسلمين ولم يجعل لنا منه شيئاً.
[تماضر بنت الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة]
ابن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب بن هبل الكلبية زوج عبد الرحمن بن عوف من أهل دومة الجندل من أطراف دمشق، سكنت المدينة، وأدركت سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي أم أبي سلمة بن عبد الرحمن الفقيه.
بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل فتخلف عن الجيش حتى غدا على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليه عمامةٌ حرقانية سوداء.
فقال له:" ما خلفك عن أصحابك؟ " قال: أحببت أن أكون آخرهم عهداً بك، فأجلسه، فنقض، عمامته، وعممه بيده، وأسدلها بين كتفيه قدر شبر، وقال:" هكذا فاعتم يا بن عوف، اغد بسم الله، فجاهد في سبيل الله تقاتل من كفر بالله، إذا لقيت شرفاً فكبر، وإذا ظهرت فهلل، وإذا هبطت فاحمد واستغفر، وأكثر من ذكري عسى أن يفتح بين يديك، فإن فتح على يديك، فتزوج بنت ملكهم ".