أمين على ما استودع الله قلبه ... وإن قال قولاً كان فيه مسددا
توفي أبو طالب في نصف شوال في السنة العاشرة من حين تنبي سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يومئذٍ ابن بضع وثمانين سنة. وتوفيت خديجة بعده بشهر وخمسة أيام، وهي يومئذٍ بنت خمس وستين سنة. فاجتمعت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مصيبتان: موت خديجة، وموت أبي طالب عمه. وقيل: إن خديجة توفيت قبل أبي طالب بخمس وثلاثين ليلة.
[أبو طالب الجعفري الفقيه]
قال أبو طالب: جرى بين رجل من قريش، ورجل من الأنصار ملاحاة. فقال له القرشي: أتكلمني وأنا رجل من قريش؟ فقال له الأنصاري: من أي قريش؟ ممن أوينا ونصرنا أو ممن حاربنا فقتلنا أو ممن أسرنا فمننا؟ قال أبو طالب: فذهبت لأكلم الأنصاري، فقال أبي: اسكت، اتركهم ينتصرون لأنفسهم. قال أبو طالب الجعفري: إنه مما كان يتمثل به زيد بن علي في حربه: من السريع
منخرق الخفين يشكو الوجى ... تنكبه أطراف مرو حدادا
شرده الخوف وأزرى به ... كذاك من يكره حر الجلاد
قد كان في الموت له راحة ... والموت ختم في رقاب العباد