قال عبد الله بن شقيق: سألت عائشة: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرن بين السور؟ قالت: المفصل. قلت: أكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي جالساً؟ قالت: حين حطمه الناس. قلت: أكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصوم شهراً معلوماً سوى رمضان؟ قالت: لا والله، ما صام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهراً معلوماً. سوى رمضان، يصومه كله حتى يصيب منه.
وعن عبد الله بن شقيق قال: أقمت بالمدينة مع أبي هريرة سنة، فقال لي ذات يوم ونحن عند حجرة عائشة: لقد رأيتني وما لنا ثياب إلا البراد المتفتقة. وإنه ليأتي على أحدنا الأيام ما يجد طعاماً يقيم به صلبه، حتى إن كان أحدنا ليأخذ الحجر فيشده على أخمص بطنه؛ ثم يشده بثوبه ليقيم به صلبه. فقسم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات يوم بيننا تمراً فأصاب كل إنسان منا سبع تمرات فيهن حشفة، فما يسرني أن لي مكانها تمرة جيدة. قال: قلت: لم؟ قال: تشد لي من مضغي. قال: فقال لي: من أين أقبلت؟ قلت: من الشام، قال: فقال لي: هل رأيت حجر موسى؟ قلت: وما حجر موسى؟ قال: إن بني إسرائيل قالوا لموسى قولاً تحت ثيابه في مذاكره، قال: فوضع ثيابه على صخرة وهو يغتسل. قال: فسعت بثيابه. قال: فتبعها في أثرها وهو يقول: يا حجر، ألق ثيابي، يا حجر، ألق ثيابي، حتى أتت به على بني إسرائيل فرأوه سوياً حسن الخلق فلجته ثلاث كحبات. فوالذي نفس أبي هريرة بيده لو كنت نظرت لرأيت كحبات موسى فيه.
وحدث عبد الله بن شقيق عن ابن عمر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بادروا الصبح بالوتر.