الجلساء إلى أن صليت المغرب، وعاد المعتز إلى مجلسه، ودخل يونس، وبين يديه الشموع، فلما رآه المعتز عاد المجلس أحسن ما كان، فقال المعتز: مجزوء المتقارب:
تغيب فلا أفرح ... فليتك لا تبرح
وإن شئت عذبتني ... بأنك لا تسمح
فأصبحت ما بين ذين ... ولي كبد تقرح
على ذاك يا سيدي ... دنوك لي أصلح
ثم قالوا: غنوا فيه، فغنو فيه، فجعلوا يفكرون، فقال المعتز لابن فضل الطنبوري: وتلك ألحان الطنبور أملح وأخف، فغن لنا. فغنى فيه لحناً، فقال: دنانير الخريطة وهي مئة دينار فيها مئتان مكتوب على كل دينار: ضرب هذا الدينار بالحسنى لخريطة أمير المؤمنين ثم دعا بالخلع والجوائز لسائر الناس، فكان ذلك المجلس من أحسن المجالس.
ومن شعر عريب في المعتز وأمه قبيجة قولها: مجزوء الرمل:
اسلمي يا دار دار ال ... عز للمعتز دارا
ثم كوني لولي ال ... عهد خلداً وقرارا
أبداً معمورةً ما ... طرد الليل النهارا
ويكون اله للدي ... ن وللإسلام جارا
وولياً ونصيراً ... حيثما حل وسارا
يا أمير المؤمنين اخ ... تارك الله اختيارا
وولاة العهد للدي ... ن صغاراً وكبارا
فدم الدهر لنا ما ... طلع النجم وغارا
[الزبير بن سليم]
حدث عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب بسنده عن أبي موسى الأشعري عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ينزل الله عز وجل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا، فيغفر لكل مسلمٍ، إلا لمشركٍ أو مشاحنٍ.