المدينة، يعني دمشق، حتى تصير في آخره وتصير إلى حنينا وكان حنينا قد اختفى منه فزعاً في مغارة نحو الباب الشرقي حتى يفتح عينينك.
فأتاه عند الكنيسة المصلبة وهي الكنيسة المنسوبة إليه اليوم، وكان بولس قد أخذ ابن أخيه، وكان قد آمن بالمسيح فحلق وسط رأسه ونادى عليه ورحمه حتى مات، فمن ثم أخذ النصارى حلق وسط رؤوسهم للتأسي بذلك، فيما كان عوقب به، وإنه كالتواضع لا كالعيب لمن آمن بالمسيح عليه السلام.
[حوشب بن سيف]
أبو هبيرة ويقال أبو روح السكسكي ويقال: المعافري الحمصي روى عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل قال: سيلي عليكم أمراء يعظون على منابرهم الحكمة، فإذا نزلوا أنكرتم أعمالهم، فخذوا أحسن ما تسمعون ودعوا ما أنكرتم من أعمالهم.
وحدث به أنه قال: ينادي منادٍ: أين المفجعون في سبيل الله فلا يقوم إلا المجاهدون.
وعن حوشب: أنه خرج على جنازة من باب دمشق ومعهم خالد بن يزيد، فتنازعوا في الميت من حيث يدخلونه، فقال بعضهم: أدخلوه من عند رجليه، فقال عمير بن عميرة اليحصبي: هذه سنة النعمان بن بشير في هذا الجند ما كنا نعرفها، فسمعه خالد بن يزيد فقال: ليست بسنة النعمان بن بشير، ولكنها سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن لكل شيء باباً يدخل منه، وإن مدخل القبر من نحو الرجلين.
قال: ولا أظن باب دمشق المذكور في هذا الحديث إلا بحمص فإن لها باباً يقال له: باب دمشق. والله أعلم.