وأتاه الدارمي في شيءٍ فتحامل عليه، فبينا الأوقص يوماً في المسجد الحرام ينادي ربه، ويقول: يا رب أعتق رقبتي من النار؛ فقال له الدارمي: أو لك رقبةٌ تعتق لا والله ما جعل الله لك وله الحمد من عتقٍ ولا رقبةٍ فقال له الأوقص: من أنت؟ قال: أنا الدارمي قتلتني وجرت علي؛ قال: لا تقول ذلك ائتني أحكم لك.
وتوفي الأوقص القاضي سنة تسع وستين ومئة.
[محمد بن عبد الرحمن بن يونس]
أبو العباس الرقي قدم دمشق.
حدث عن سليمان بن عبد الرحمن، بسنده إلى ابن عباس، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:" من لا حياء له فلا غيبة له ".
ولد أبو العباس محمد بن عبد الرحمن بن يونس السراج الرقي سنة مئتين، ومات سنة ثمانٍ وسبعين ومئتين.
[محمد بن عبد الرحمن القرشي]
حدث عن واثلة بن الأسقع، قال: كنت من أصحاب الصفة، وكان رجلٌ من الأنصار لا يزال يأتيني فيأخذ بيدي ويد صاحبٍ لي إلى منزله، وإنه احتبس عنا ليلةً من الليالي لم يأتنا، فقلت لصاحبي: إن أصبحنا غداً صياماً هلكنا، ولكن انطلق بنا إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عسى نصيب عنده طعاماً، فأتينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فشكونا إليه حاجتنا إلى الطعام، وأعلمناه أن صاحبنا