ورفع سفيان بن الحارث قصّته، وفيها أبيات حفظ منها: من الطويل
تبّدت بأسباب المودّة والهوى ... فلمّا حوت قلبي نبت بصدود
فلو شئت ياذا العرش حين خلقتني ... شقيّاً بمن أهواه غير سعيد
عطفت عليّ القلب منها برأفة ... وإن كان أقسى من صفاً وحديد
تعلّقت من رأس الرّجاء بشعرة ... وأمسكت من رأس الحبيب بجيد
فإن يغلب النّاس الرّجاء ويعتلى ... عليه فما منّي الرّدى ببعيد
فقل يا أمير المؤمنين فإنّما ... تحكم والأحكام ذات حدود
فأجابه عبد الملك في ظهر قصّته: من الطويل
أرى الجور منها ظاهر يا بن حارث ... وما رأيها فيما أتت بسديد
أمن بعدما صادت فؤادك واحتوت ... عليه نبت وجه الهوى بصدود
فلست أرى إلاّ تألّف قلبها ... بطول بكاء عندها وسهود
فإن هي لم ترحم بكاءك والتوت ... عليك فما منك الرّدى ببعيد
سأقضي عليها إذ تبيّن جورها ... بتركان حقّ أو بعطف ودود
بأن تعقب الهجران بالوصل والرّضا ... على رغم واش في الهوى وحسود
فحكمي عليها أن تقاد بقلبها ... لذي صبوة جارت عليه ودود
وكتب عبد الملك بن مروان إلى عمر بن أبي ربيعة أن يخرجهنّ إليهم، وكتب إلى عامله أن يبتاعهنّ منه لهم، وأحسن جوائزهم، وصرفهم.
عمرو بن مرّة الكلبيّ
أحد بني مارية قدم على الوليد بن يزيد يخبره بتوجّه جيش يزيد بن الوليد إليه.