للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا نقيم عليه. ثم خرج وخرج الناس، وتفرقوا عنه، ورفعه الله عز وجل عنهم، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب من رأي عمرو، فوالله ما كرهه.

[رجل من بني تميم]

قال: كنا عند باب معاوية، وفينا أبو ذر، فقال أبو ذر: إني صائم. فلما دخلنا على معاوية، ووضعت الموائد جعل أبو ذر يأكل، وجعلت أنظر إليه، فقال: ما شأنك يا أحمر، أتريد أن تشغلني عن طعامي؟ فقال: ألم تزعم على الباب أنك صائم؟ فقال أبو ذر: بلى. ثم قال: قرأت " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "، سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر، صوم الدهر، ويذهب بمغلة الصدر. قلت: ما مغلة الصدر؟ قال: رجس الشيطان، وقد صمت ثلاثة أيام من كل شهر، فأنا صائم الدهر كله.

[رجل من أهل دمشق]

قال: أتيت أبا ذر وهو في جبل الخمر لأسأله، فرأيته وهو مكب على نويرة هو وامرأته يعالجها في يوم رشاش وقد سالت دموعه على لحيته، فلما غشيته ثارت امرأته فدخلت خباءها، وأرخت عليها سترها. فقلت: يا أبا ذر، لو أنك اشتريت خادماً يكف المؤنة عنك وعن أهلك. فقالت امرأته: قد والله قلت له. فقال أبو ذر: اللهم غفراً، أنا أبو ذر وهذا عيشي، فإن تصبري فأنا من قد عرفت، وإلا فتحت كنف الله. فقلت: يا أبا ذر، أنا رجل ليس لي فضل، وإنما هو عطائي منه فضل يدرك عطائي الآخر، وقد بقي منه شيء، أفتتخوف علي إن أدركني أجلي، وعندي منه شيء؟ فقال: والذي نفسي بيده، لو أدركك أجلك، وعندك منه فضل خر بصيصة لكويت به. قلت: يا أبا ذر، أنت في

<<  <  ج: ص:  >  >>