أو يقال على لسانه: الأوسط أجلد القوم، الذي كان لا يبالي في الله لومة لائم، كان لا يأمر الناس أن يأكل قويهم ضعيفهم، عبد الله أمير المؤمنين، صدق صدق، كان ذلك في الكتاب الأول. ثم قال: عثمان أمير المؤمنين، وهو يعافي الناس من ذنوب كثيرة، خلت اثنتان وبقي أربع، ثم اختلف الناس وأكل بعضهم بعضاً، فلا نظام وأبيحت الأحماء، ثم ارعوى المؤمنون فقالوا: كتاب الله وقدره. أيها الناس، أقبلوا على أميركم واسمعوا وأطيعوا، فمن تولى فلا يعهدن دماً، وكان أمر الله قدراً مقدوراً. الله أكبر، هذه الجنة، وهذه النار، ويقول النبيون والصديقون: سلام عليك. يا عبد الله بن رواحة، هل أحسست لي خارجة لأبيه وسعداً للذين قتلا يوم أحد، كأنها " كلا إنها لظى، نزاعة للشوى، تدعو من أدبر وتولى، وجمع فأوعى " ثم خفت صوته، فسألت الرهط عما سبقني من كلامه قالوا: سمعناه يقول: أنصتوا، أنصتوا، فنظر بعضنا إلى بعض فإذا الصوت من تحت الثياب، فكشفنا عن وجهه فقال: هذا أحمد رسول الله، سلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته. ثم قال: أبو بكر الصديق الأمين، خليفة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كان ضعيفاً في جسمه قوياً في أمر الله، صدق، صدق، وكان في الكتاب الأول.
[أم عمر]
وقيل: أم عمرو بنت مروان بن الحكم لما ولي عمر بن عبد العزيز منع قرابته ما كان يجري عليهم، وأخذ منهم القطائع التي كانت في أيديهم، فشكوه إلى عمته أم عمر، فدخلت عليه فقالت: إن قرابتك شكوك، ويزعمون أنك أخذت منهم خير غيرك. قال:
ما منعتهم حقاً أو شيئاً كان لهم، ولا أخذت منهم حقاً أو شيئاً كان لهم. فقالت: إني رأيتهم يتكلمون، وإني أخاف أن يهيجوا عليك يوماً عصيباً. فقال: كل يوم أخافه دون يوم القيامة فلا وقاني الله شره.