وفي حديث آخر مثله: فصام بعده أربعين سنة، لا يفطر إلا يوم أضحى أو يوم فطر زاد في رواية: أو من مرض.
وعن أنس قال: مطرت السماء برداً، فقال لنا أبو طلحة، ونحن غلمان: ناولني يا أنس من ذلك البرد. فجعل يأكل وهو صائم، فقلت: ألست صائماً؟ قال: بلى، إن ذا ليس بطعام ولا شراب، وإنما هو بردٌ من السماء نطهر به بطوننا. قال: فأتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخبرته، قال: خذ عن عمك.
وعن أنس قال: قرأ أبو طلحة هذه الآية: " انفروا خفاقاً وثقالاً ". قال: أرى ربنا قد استنفرنا شيوخاً وشباناً، فقال لبنيه: جهزوني. فقالوا: قد غزوت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومع أبي بكر، وعمر، وعثمان حتى ماتوا، فنحن نغزو عنك. فأبى، فركب البحر فمات فيه، فدفنوه في جزيرة بعد سابعة، ولم يضل منه شيءٌ.
وفي رواية: ولم يتغير.
وقيل: إنه ركب البحر غازياً، فأصابه البطن، فمات.
وقيل: إنه توفي بالشام، قيل: إنه مات سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: سنة أربع وثلاثين، وهو ابن سبعين سنة، وصلى عليه عثمان في آخر خلافته، وكان أبو طلحة رجلاً آدم مربوعاً لا يغير شيبه. وقيل: مات بالمدينة.
[زيد بن سلام بن أبي سلام]
ممطور الأسود الحبشي من أهل دمشق، ووقع إلى اليمامة.
حدث زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام يقول: سمعت أبا أمامة يقول: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين سورة