قال علي بن أبي حملة: شهد الحجاج مع أبيه الحرة مع بعث مسلم بن عقبة.
قال هشام بن إبراهيم: لما حصر الحجاج ابن الزبير، وأخذ عليه بجوانب مكة أرسل إلى أصحاب مسالحه جميعاً يوصيهم بالاحتفاظ من ابن الزبير لا يهرب، وبلغ ذلك ابن الزبير فقال: يحسبني مثله الفرار بن الفرار! أراد فرار الحجاج من الربذة مع أبيه.
[يوسف بن دوناس بن عيسى أبو الحجاج]
المغربي الفندلاوي الفقيه المالكي قدم الشام حاجاً، فسكن بانياس مدة، وكان خطيباً بها، ثم انتقل إلى دمشق واستوطنها، ودرس بها مذهب مالك، وحدث بالموطأ، وبكتاب التلخيص لأبي الحسن القابسي.
كان شيخاً حسن الفاكهة حلو المحاضرة، شديد التعصب لمذهب أهل السنة، كريم النفس، مطرحاً للتكلف، قوي القلب.
قال الحافظ ابن عساكر سمع أبا تراب بن قيس بن حسين البعلبكي يذكر أنه كان يعتقد اعتقاد الحشوية، وأنه كان شديد البغض ليوسف الفندلاوي لما كان يعتمده من الرد عليهم، والتنقص لهم، وأنه خرج إلى الحجاز، وأسر في الطريق، وألقي في جب، وألقي عليه صخرة، وبقي كذلك مدة يلقى إليه ما يأكل، وأنه أحس ليلة بحس، فقال: من أنت؟ فقال: ناولني يدك، فناوله يده، فأخرجه من الجب، فلما طلع إذا هو الفندلاوي، فقال: تب مما كنت عليه، فتاب، وصار من جملة المحبين له.
وكان ليلة الختم في شهر رمضان يخطب خاطب في حلقته بالمسجد الجامع، ويدعو بدعاء الختم، وعنده الشيخ أبو الحسن علي بن المسلم، فرماهم بعض من كان خارج الحلقة بحجر، فلم يعرف من هو لكثرة من حضر، فقال الفندلاوي: اللهم اقطع يده. فما مضى إلا يسير حتى أخذ خضير الركابي من حلقة الحنابلة، ووجد في صندوقه مفاتيح كثيرة قد