وذكر أبو بكر أحمد بن كامل القاضي، قال: سنة أربع وخمسين ومئتين مات مزاحم بن خاقان، وكان على الحرب بمصر.
[مزاحم بن أبي مزاحم زفر الثوري]
ويقال: الضبي، الكوفي وفد على عمر بن عبد العزيز.
عن مزاحم بن زفر - وكان من قوم ربيع بن خثيم - قال: قال رجل للربيع بن خثيم: أوصني. قال: ائتني بصحيفة. قال: فكتب فيها: " قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم " إلى أن بلغ " لعلكم تتقون ". قال: إنما أتيتك لتوصيني. قال: عليك بهؤلاء.
وعنه، قال: قدمت على عمر بن العزيز، فسألني: من على قضائكم؟ قلت: القاسم بن عبد الرحمن. قال: كيف علمه؟ قلت: فيما فهم. قال: فمن أعلم أهل الكوفة؟ قلت: أتقاكم لله عز وجل.
وقال: قدمت على عمر بن عبد العزيز في وفد أهل الكوفة، فسألنا عن بلدنا وأميرنا وقاضينا، ثم قال: خمس إن أخطأ القاضي منهن خصلة كانت فيه وصمة؛ أن يكون فهماً، وأن يكون حليماً، وأن يكون عفيفاً، وأن يكون صلباً، وأن يكون عالماً يسأل عما لا يعلم.
روى عن مجاهد، عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
" أربع دنانير؛ ديناراً أعطيته مسكيناً، وديناراً أعطيته في رقبة، وديناراً أنفقته في سبيل الله، وديناراً أنفقته على أهلك، أفضلها الذي أنفقته على أهلك ".