وحدث عمارة بن راشد الطائي قال: كنت عند عمر بن عبد العزيز في حرسه، فأتي بمزودين من دنانير ودراهم، بعث بها صاحب بيت الضرب بدمشق، لينظر إليها، قال: وذلك كانوا يفعلون عند رأس كل سنة، فقال عبد الأعلى: يا أمير المؤمنين، لو أمرت به فصبّ على نطع، فتنظر إليه، فتحمد الله تعالى، قال: نعم، فأمر بنطع فبسط، ثم صبّ كل واحدٍ منهما على حدة، فنظر إليه القوم، ثم قال عبد الأعلى: يا أمير المؤمنين، ألا أحدثك حديثاً حدثنيه أبو أمامة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ قال أبو أمامة: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: " ما من عبد يموت فيترك أصفر أو أبيض إلا كوي به "، فقال عمر: اللهم، غفراً، إنما كان ذلك قبل أن تنزل الزكاة إني لأحتسب من الله، لا يرزق عبد مؤمني مالاً فيؤدي زكاته أن يعذبه عليه. قال: وفي السماط عراك بن مالك، فوثب على ركبتيه، فاستقبل القوم فقال: يا أمير المؤمنين، بل ذلك لا شك، فرددها مرتين أو ثلاثاً مصدقاً لعمر بن عبد العزيز.
هكذا وقع: الطائي. قال: وصوابه الكناني.
[عمارة بن سلمان]
قال عمارة: قام فينا عبد الله بن مسعود على درج كنيسة دمشق في يوم خميس، فقال: يا أيها الناس، عليكم بالعلم قبل أن يرفع، وإنّ من رفعه أن يقبض أصحابه. وإياكم والتبدّع والتنطّع، وعليكم بالعتيق، فإنه سيكون في آخر هذه الأمة أقوام يدعون إلى كتاب الله، وقد تركوه خلف ظهورهم.
[عمارة بن صالح]
حكى عن مكحول أنه قال: يصنع المري من العصير حين يعصر؛ يقول: العصير حلاله.