يتأنى في مسيره، وكتب إلى من كان يرى أنه يخاف علياً أو طعن عليه ومن أعظم دم عثمان، فاستغواهم إليه. فلما رأى ذلك الوليد بعث إليه: من الوافر
ألا أبلغ معاوية بن حرب ... فإنك من أخي ثقة مليم
قطعت الدهر كالسدم المعنى ... تهدر في دمشق وما تريم
وإنك والكتاب إلى علي ... كدابغة وقد حلم الأديم
يمنيك الإمارة كل ركب ... لا يفاض العراق بها رسيم
وليس أخو الترات بمن توانى ... ولكن طالب الترة الغشوم
ولو كنت القتيل وكان حياً ... لجرّد لا أليف ولا سؤوم
ولا نكلٌ على الأوتار حتى ... يسيرها ولا برم جثوم
وقومك بالمدينة قد أبيروا ... فهم صرعى كأنهم الهشيم
فدعا معاوية شداد بن قيس كاتبه فقال: ابغني طوماراً، فأتاه شداد بطومار فأخذ القلم يكتب، فقال: لا تعجل. اكتب: من الطويل
ومستعجب مما يرى من أناتنا ... ولو زينته الحرب لم يترمرم
وقال: أطوِ الطومار فأرسل به إلى الوليد. فلما فتحه لم يجد فيه غير هذا البيت.
[شراحيل بن آدة]
ويقال: شراحيل بن شراحيل. ويقال: شراحيل بن كلب بن كلب بن آدة ويقال: شرحبيل، أو الأشعث الصنعاني - صنعاء الشام حدث عن عبادة قال: أخذ علينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما أخذ على النساء ألا تشركوا بالله شيئاً، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا يعضه بعضكم بعضاً، ولا تعصوني في معروف آمركم به، فمن أصاب منكم حداً فعجلت له العقوبة فهو كفارة له، ومن أخرت عقوبته فأمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له.