للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[محمد بن الحجاج بن أبي قتلة]

الخولاني الداراني حدث عن الزهري قال: خرجت أنا ومكحول نريد دابق، فلما كنا بحمص قال: فإن بها أبا أمامة الباهلي، لو أتيناه أحدثنا به عهداً، ونظرنا إليه. فأتينا منزله، فاستدعينا عليه، فخرج علينا شيخ قد سقط حاجباه على عينيه، فلما تكلم، فإذا هو في كلامه أجلد منه في مرآته، قال: إن موقفكم هذا من حجة الله عليكم يوم القيامة.. وذكر الحديث إلى آخره.

وحدث محمد بن أبي قتلة

أن رجلاً كتب إلى ابن عمر يسأله عن العلم، فكتب إليه ابن عمر: إنك كتبت تسألني عن العلم، والعلم أكثر من أن أكتب به إليك، ولكن إن استطعت أن تلقى الله، وأنت خفيف الظهر من دماء المسلمين، خميص البطن من أموالهم، كاف اللسان عن أعراضهم، لازماً لجماعتهم - يعني - فافعل.

وحدث عن عبد الرحمن بن أبي هلال المصري، عن أبي هريرة قال: ويل للعرب من هرج قد اقترب. الأجيجة وما الأجيجة؟ الويل الطويل في الأجيجة. ويل للعرب من بعد الخمس والعشرين والمئة من القتل الذريع والموت السريع والجوع الفظيع. ويسلط عليهم البلاء بذنوبها، فتكفر صدورها، وتهتك ستورها، ويغير سرورها؛ فبذنوبها تنزع أوتادها، وتقطع أطنابها، ويتحير قرارها. ويل لقريش من زنديقها، يحدث أحداثاً تهتك ستورها، وتنتزع هيبتها، وتهدم عليها جذورها، حتى تقوم النائحات الباكيات، فباكية تبكي على دنياها، وباكية تبكي من ذلها بعد عزها، وباكية تبكي من استحلال فروجها، وباكية تبكي شوقاً إلى قبورها، وباكية تبكي من جوع أولادها، وباكية تبكي من انقلاب جنودها عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>