فلما أجمعوا على صلبه على ماءٍ يقال له عفرى من فلسطين، فلما رفع على خشبته قال:
ألا هل أتى سلمى بأن حليلها ... على ماءٍ عفرى فوق إحدى الرواحل
على ناقةٍ لم يضرب الفحل أمها ... مشذبة أطرافها بالمناجل
فلما قدموه ليقتلوه قال:
بلغ سراة المسلمين بأنني ... سلم لربي أعظمي ومقامي
ويروى: أعظمي وبناني.
[فروة بن مجاهد اللخمي الفلسطيني]
مولى لخم حدث فروة بن مجاهد عن سهل بن معاذ الجهني قال: غزوت مع أبي الصائفة في زمن عبد الملك بن مروان، وعلينا عبد الله بن عبد الملك فنزلنا على حصن سنان فضيق الناس المنازل وقطعوا الطريق، فقام أبي في الناس فقال: أيها الناس إني غزوت مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزوة كذا وكذا، فضيق الناس المنازل وقطعوا الطريق، فبعث نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منادياً فنادى في الناس، أن من ضيق منزلاً أو قطع طريقاً فلا جهاد له.
وحدث فروة عن عقبة بن عامر الجهني قال: كنت أمشي ذات يومٍ مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا عقبة بن عامر، صل من قطعك، وأعط من حرمك، واعف عمن ظلمك. ثم قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ياعقبة بن عامر، أمسك لسانك، وابك على خطيئتك، وليسعك بيتك.